حوارات حول التصعيد الأمريكي الإيراني، وعلى هامشه
الضربة الأمريكية على قواعد حزب الله العراقي ردا على استهداف قواعد تتمركز بها قوات أمريكية ومقتل متعهد مدني، ثم حصار ومحاولة اقتحام السفارة الأمريكية من قبل مظاهرات سيّرها الحشد الشعبي، ثم اغتيال قاسم سليماني ومن معه وإعلان أن هذا إجهاضا لضربات كان يخطط لها الأخير، ثم توعّد إيران بردود قاسية.. هل هذا سياق حرب؟ أم عمليات تبادلية قد تتدحرج إلى حرب؟
بداية، كما أشرت في تعليق أثناء أزمة العمليات التخريبية بالخليج في مايو السابق، والتصعيد الخطابي وبعض الحشد الأمريكي حينها، فمحددات الحرب واضحة عند كل الأطراف.. الإسرائيلي يضرب إيران إذا تأكد اقتراب وصولها للنووي، الأمريكي إذا حصل استهداف (إيراني) مباشر لقواته بالخليج، الإيراني – إذا حصل اعتداء عسكري مباشر على أراضيه. طبعا نسق هذه الحرب إذا حصلت ومستويات تصعيدها وتخفيضها هذه مسألة أخرى.
تعليق موجزعلى التصعيد الأمريكي الإيراني
وفي مايو، كان ترامب يعتمد على التصعيد الخطابي والضغط النفسي مع فتح باب للتفاوض السياسي، لاستثمار ذلك سياسيا بالداخل (كمحاولته الفاشلة مع كوريا الشمالية)، وفي ذات الوقت إمكانية تحصيل أي تنازل من المقابل بعقلية السمسار التجاري.
هذا السياق العام القائم قبيل الأحداث.. والأمريكي لم يفعل شيئا بعد تصعيد مايو مثلا عند ضرب المنشآت النفطية بالسعودية، وكانت هذه خسارة تالية. والإيراني بالفعل كان يتقن التنقل بين مخروط تصعيدي استفادة من التورط الخطابي لترامب وعدم وجود استراتيجية متماسكة عنده، لتحصيل مكسب نوعي على حساب الأمريكي ناتج عن الخفض في مصداقيته الردعية.
لكن الفارق في التطور الذي حصل، أن ثمة خط أحمر تجاوزه الإيراني عبر عملية استهداف مباشر طالت بعض قواعد الأمريكي وجنوده.
والضربة الأمريكية لم تتجاوز رد الفعل على استهداف القاعدة الجوية. ولكن تم تغيير في المبدأ الاستراتيجي (حتى في ظل غياب استراتيجية) بإدخال عنصر النشاط العسكري (وليس فقط التهديد الخطابي) ولكن المحدود لتوصيل سياسة ردعية ذات مصداقية أقوى. وهذا شبيه بنمط التدخل العسكري الإسرائيلي المنضبط في سوريا لإعادة رسم خطوط حمر وبناء سياق ردعي. مايسمى
managing operations below war.
وهذا بالتأكيد مفيد لترامب داخليا كالمعتاد.
المنطق الاستراتيجي الذي حكم العمليات العسكرية الأمريكية إذن هو أن خطا أحمرا في معادلة الردع مع إيران قد تم اختراقه بفجاجة، فكان لزاما عليه إعادة تعريف هذا الخط وفق مايقتضيه من عمليات عسكرية تحت مستوى تصعيد محدد سلفا.
المشكلة – أن الإيراني للمرة الثانية لم يستوعب الرسالة، ومحاولة حصار واقتحام السفارة، (حتى لو لم نصدق) في الطرح الأمريكي عن تخطيط سليماني لعمليات عسكرية مقبلة، كانت تصعيدا أخرقا فضلا عما صاحبها من التعبير بفجاجة عن الوصاية الإيرانية بفتح بوابات المنطقة الخضراء لمظاهرة الحشد. ولهذا كان ينبغي على الأمريكي أن يرد بشكل أكثر حسما وهو ماحصل في عملية استهداف سليماني ومرافقيه.
مدى الجدوى العملياتية والاستراتيجية وتتبع كل آثارها هذه مسألة أخرى.
ولكن ماحصل هو أحد أنماط الردع. ويعني التهديد باستخدام محدود للأداة العسكرية ل(منع) الخصم من تصعيد أعلى أو تغيير سلوكه السياسي.
coercion
لعل من اهم ما يمكن ذكره بخصوص الامريكي في الأزمة الحالية هو عدم وجود استراتيجية واضحة وترامب بشكل عام مش من صفاته التخطيط والحسابات البعيدة فهل تظن أن الايراني لديه فرصة كبيرة لكسب الجولة الحالية؟
هي خابت من الإيراني هذه المرة.
اماكان يقصده الأمريكي كما أسلفت هو إعادة تعريف الخطوط الحمر، تحت مستوى محدد من التصعيد. والأمريكي يظهرأوليا أنه قد استعاد قدر مماخسره في الجولات السابقة كصورة ردعية وبرستيج إقليمي.
و كما ترى، كل طرف يستفيد من غباء الطرف الآخر وأخطائه، أكثر من قدرته الذاتية وجودة استراتيجيته
والإيراني بالتأكيد سيردّ ولكن أفضل شيء له، أن ينسحب بشرف.. بمعنى – القيام بأدوار انتقامية عبر وسطاء وتحت خط تصعيد محدد، وتخلص الليلة.
هو فشل في قراءة أن هناك خطا أحمرا يتجاوزه بالاستهداف المباشر للتشكيلات العسكرية الأمريكية،
ثم فشل في قراءة الرسالة الردعية التي حملتها ضربة الأمريكي الانتقامية لمواقع حزب الله العراقي..
.ولكن أعتقد – أنه سيعي الدرس هذه المرة
ماذا عن تقييم التحرك الأمريكي استراتيجيا؟
باختصار:
أولا) منطق التصعيد المحسوب لإعادة رسم قواعد الاشتباك (بالمعنى الاستراتيجي) هو منطق جيد بالطبع، بشرط ألا تنفلت، وأعتقد أنه انفلتت في حالة اغتيال سليماني.
نعم – حيز الردع تمت استعادته هنا، فقط لو انتهت متوالية الفعل ورده لوضع أفضلي. ولكنه الآن يجبر الإيراني على توسيع دائرة الاشتباك.
نعم – سيراعي الأخير ألا يخترق الخط الأحمر لاستدعاء الحرب (بأن يستخدم الوكلاء، أو عمليات دون تبن – سواء تخريبية بالخليج، أو استهداف آخر لقواعد عسكرية أمريكية، واحتمال عمليات إرهاب خارجي قائم ولكن بعيد لتعقيدات أخرى مرتبطة بالصورة الدولية وعدم إمكانية التنصل في هذا الظرف)، ولكنه بالتأكيد سيوجع الأمريكي، ويضعه كذلك أمام وضع يعجز فيه على توسعة مستوى الرد الانتقامي، وكل ذلك – سيأخذ من المكسب الردعي الذي تحصل عليه الأمريكي بعد ضرب قواعد الحزب، ولكن لن يعكسه أو ينهيه، وفي نفس الوقت – ستأخذ من حجم إنجاز ترامب الذي يمكن أن يوظفه داخليا بالانتخابات.
ثانيا) التحفظ الأكبر، أن الأمريكي ليس عنده استراتيجية واضحة لا فيما يخص العراق وتحجيم النفوذ الإيراني به، أو التعامل مع إيران إقليميا، بحيث يمكن أن تتموضع فيه العمليات العسكرية تلك.
فيما يتعلق بالعراق – كانت هناك انتفاضة شعبية فاعلة، نعم ينقصها الكثير من بناء الزخم السياسي والاستراتيجية ولكنها حاضرة، وأبرز عناوينها كان رفض الوصاية الإيرانية وتحجيم النخبة السياسية الموالية لها.. لم يُفكر الأمريكي كثيرا في آثار تحركاته تلك السلبية، على إفقاد هذه الانتفاضة زخمها بحكم انشغال الفضاء العام بمسألة ملحة، وكذلك – تجنيه الفج على مبدأ السيادة وإعطاء الأطراف الموالية لإيران الفرصة على إعادة تصدير الخطاب المقاوم، وخصوصا الآن مع تصاعد مرتقب للعمليات العسكرية المتبادلة داخل العراق.
لم يدرس مثلا، أن هناك أنماطا من العمل العسكري – سواء عمليات نوعية لاستهداف القادة المسئولين عن الاعتداءات، وعمليات خاصة بعد تمهيد سياسي وقانوني على التشكيلات العسكرية الصغيرة، أو تخريب خطوط الإمداد واللوجستيك التي تمر عبر العراق والسيطرة عليها، أو تدعيم عسكري للقوات الموجودة وإعادة انتشارها بالتناسق مع ضغط لتعديل الاتفاقية الأمنية وإعادة تغيير الخريطة الأمنية للمنطقة الخضراء، أو ضغط سياسي واقتصادي ودفاعي (منظومة تسليح وتدريب الجيش العراقي) على المكونات السياسية دعما لمطالب الانتفاضة الشعبية بتغيير النسق السياسي الحاكم.
وعلى المستوى الإقليمي ومواجهة إيران.. الأمريكي هو في حال انسحاب من الشرق الأوسط، ولكنه يريد مع ذلك الحفاظ على بعض المكتسبات في سوريا والعراق والخليج، وفي ذات الوقت يتخيل أن الضربات العسكرية الإيذائية قادرة على تحجيم إيران، أوعلى الأقل ردعها حين تتجاوز الخط الأحمر.
بالتأكيد تحجيم إيران لاتصلح معه هذه الضربات التكتيكية. ومسألة قصف الرأس التي استخدمتها إسرائيل مثلا كثيرا.
Decapitation
لاتصلح مع حالة دولة إقليمية كبرى مثل إيران بأنساق سياسية وأيديولوجية مستقرة ووفرة في الكادر البشري النوعي، حتى لو انخفض مستوى الجودة القيادية في ملف ما تبعا لذلك، ولكنها تفيد إما في نزع رأس سياسي مؤدلج حاكم على صنع السياسة، أو قيادة نوعية بالمعنى الاستراتيجي والعملياتي في حركة صغرى. فضلا عن التعقيدات القانون-دولية في استهداف قيادات عسكرية لدول دون إعلان حرب.
بل إنه – أحكي من وجهة النظر الأمريكية – يقتضي استراتيجية مختلفة تماما بتعميق وإعادة الانتشار الاستراتيجي بما يسمح بنزع إيران من زوائدها، إن لم يمكن إبطال فعل هذه الزوائد، وتحجيم قدرتها على الإيذاء والتدخل.. وهذا يقتضي دورا وحضورا عسكري وديبلوماسي و خطط طريق واضحة لحل المشكل اليمني والسوري، وكذلك تطوير فكرة الدولة العراقية ودعمها في تحولها السياسي بالأساس. وبناء منظومة دفاع خليجي مستقرة وبما يشمل حل المشكل القطري والمصري.
ولكن هذا الجراند استراتيجي للتعامل مع المنطقة، ليس فقط غير موجود، ولكنه غير جذاب لترامب تحديدا، لأنه لاينظر إلا للمصالح المباشرة سواء في مكسب سياسي عاجل يوظفه داخليا، أو ملء خزانته كذلك لنفس الغرض.
وحتى الضربات الردعية، فهي تفترض أن الأخير سيتقبل هذه الرسالة ويتصرف وفقها. ولكن حين لاتحقق ذلك، كما حصل، فيلزم إعادة رفع التصعيد بحرص مع فتح باب أكبر للتسوية.
هو انا ملاحظ ان من اكثر الاشياء صعوبة ودايما تكون مخادعة هي مسألة ال
will to fight
يعني تقريبا دايما احد الطرفين بيفشل في قراءتها
هذا المصطلح يستخدم بشكل عام على القابلية النفسية في الجيش، تشكيلات عسكرية عليا أو صغرى، على القتال .
ولكن انت تقصد
intentions of escalation/war
أليست الارادة للقتال على المستوى السياسي ايضا؟ ومسئولية من تعرّف هذه الإرادة عند الخصم؟
الحرب مش القتال..
war not warfare
إرادة القتال مسألة بالأساس نفسية ومعنوية، تسود في القطاع العسكري بشكل أساس ومبدئي وتلقائي وافتتاحي، أمام القتل والخطر.
القيادة السياسية بالتأكيد مهم يكون عندها منعة وقوة نفسية لتتحمل ضغط الحرب، والمنعة بالأساس جزء منها منعة سياسية، ولكن الدافع لها بالأساس هو الحساب الاستراتيجي أن تأخذ قرار الحرب.
تذكر، ثلاثية كلاوزفيتس.. النسب تختلف، وحتى نوعية العنصر (نفسي، أو عقلي، أو صلابة وإبداع أمام الاحتمال)تختلف..
أما مسئولية من فهذا هو الخلاف بين لجنة أجرانات وزعيرا بعد حرب أكتوبر.. اللجنة قالت إن أمان فشلت في قراءة نية مصر للحرب، وزعيرا قال ديه مش مسئوليتي، أنا علي أن أوضح لكم قابلياتهم، ولكن تقييم النية ده شأن سياسي
لكن مثلا في بيرل هاربور الخلاف كان العكس، الاستخبارات البحرية كانت بتقول ان من صلاحياتها تقدم تقرير يتعلق بنية الخصم بينما القيادة العسكرية نحتها عن ده وكان ده من اسباب الفشل…قصدي يعني ان الاستخبارات عليها جزء من توقع نية الخصم
طبعا!
ولكن هي فعلا مشتركة.. وأنا طرحت هذه النقطة في تقييمي للحرب، وكلا الطرحين الخاص ب أجرانات وزعيرا خطأ.. وده رأي شيمون بار في دراسة جيدة له عن العلاقة بين الاستخبارات والسياسة.
ولماذا مشتركة؟ لأن توقع نية الخصم هي نتاج فهم عميق لبيئته السياسية والتاريخية والأيديولوجية وطريقة صنع القرار والأشخاص النافذة، وهي عملية معقدة.. أولا – أوسع من مساحة خبرة الضباط الأصاغر بالمخابرات،
وثانيا، تحتاج لمصادر معلومات شاملة من الخارجية والمخابرات والدفاع والوزارات المدنية والدول الحليفة، وهذا ليس في يد المخابرات، إلا لو جعلتها مهيمنة كل مصادر القوة بالدولة!
ماذا عن قراءة محركات الإيراني، ومنطق الصراع بينه وبين الأمريكي، وموضعة مسألة المقاومة؟
أولا ) مهم أن نميز بين التقييم الأخلاقي – بمعنى – تقييم سلوكيات وآثار فعل المنظومات السياسية والعسكرية أخلاقيا.. وبين التقييم السياسي (محركاتها وطبيعة سياساتها)، والاستراتيجي (قدرتها على تحويل وإدارة مصادر القوة لتحقيق هذه السياسات).
ثانيا) المأساة في بلادنا، ليس فقط في الخلط بين الأمرين، ولكن، التحيز العاطفي والأيديولوجي في التعامل مع كليهما، والنظرة الضيقة تبعا للمجال الحيوي والخلفية للناظر.
فكما ذكرت سابقا – فإما أن تنحاز لأولوية الصراع العربي الإسرائيلي، وتتناسى وجود المشكل الخاص بهيمنة القوى الإقليمية تبعا لانهيار الفضاء القومي العربي. أو يحصل العكس، فتتخيل أن إيران العدو وأمريكا وإسرائيل الصديق.
وحتى أخلاقيا! كيف يمكن لجهة تتدعي المقاومة سواء إيران أو النظام السوري وحلفائهما، أن يُتقبل منها ونبرر أخلاقيا ذبح مئات الألوف من الشعب السوري والعراقي. وبالعكس – كيف يمكنك أن تبرر تاريخيا للمذابح والانتهاكات التي قامت بها الأنظمة القومية في العراق وسوريا ومصر ضد شعوبها وجيرانها العرب، مهما تكن صدقية الهدف القومي وحقيقة الصراع وعدالته خصوصا فترة الستينات.
ثالثا) هناك خلط يحصل في التقييمات السطحية والحادة والاختزالية. فهي لا تدرك مثلا أن إيران ، تدفع سياستها محركات متعددة، منها الأيديولوجي الطائفي الذي يسعى لدولة إمامية تحت الولي الفقيه تبعا للنظرة الغيبية لانتظار المهدي وصيغة شديدة التشدد والاستئصال للسنة، وأيديولوجي رسالي ينفعل بفكرة المقاومة والاستشهاد لتحرير المقدسات والعدل، وهيمنة إقليمية تبعا لنزعة فارسية متأصلة تحتقر العرب وهي منطق التدافع الجيوسياسي الحديث على كل حال سواء احتالت بالأيديولوجيا أو التفوق العرقي أو المصلحة وتنافس القوة، ولكن دوما الأهم في الحال الإيراني – هو مصلحة النظام وديناميات بقائه.
وخلط يحصل، بين أن يكون الإيراني مصدر عداء حقيقي لإسرائيل، بذاته خصوصا إذا حاز النووي، أو عبر أذرعته، والتي تتنوع قدراتها ومدى تبعيتها له، فحزب الله والجهاد والتنظيمات العراقية ليست مثل حماس، وهذا معلوم من استقراء الواقع وفهم المنظومة الاستراتيجية التي تسود إسرائيل فكريا ومؤسساتيا وبناء قابليات (ورقة تقييم التهديدات الاستراتيجية) التي تصدرها أمان منذ عقدين مثلا، أو العقيدة الاستراتيجية الإسرائيلية منذ 2016)، والتي تضع إيران في مرتبة التهديد الأولى يليها حزب الله ثم حماس، وبين أن تحصل التفاهمات والأهداف المشتركة في بعض المحطات الجزئيةـ سواء في فترة حرب الخليج الأولى، أو تفاهمات على صيغ توازن اشتباك تالية.
والأمر كذلك حاصل مع الأمريكي، هناك خلفية اصطدام حادة، ولكن دون الوصول لمرحلة العداء الوجودي كما هو الحال عند إسرائيل، ولهذا فالأمريكي بكل صيغه – حتى ترامب – ممكن أن يتعايش مع إيران نووية، ولكنه بالتأكيد يسعى لتحجيم قوتها ونفوذها وفرض إرادته. ولكن هناك محطات كثيرة يحصل فيها التقارب في أفغانستان والعراق بالأخص.. ولكن حتى هذا التقارب.. كما حصل في العراق، له ديناميات ودواع مؤقتة، إذا تغيرت، تتم استعادة منطق التدافع إن لم يكن العداء فورا.
لكن النظرة الاختزالية والمؤدلجة تلك، ستتمسك بجزء محدود فقط من الصورة الكلية، وبالطبع ستجد عليها شواهد.. ولكن تنسى آلاف التفاصيل الأخرى، وتعميق صورة كلية لتقييم الأطراف ومحركاتها ومسارات الصراع والتقابل.
وهي لن تقف مع نفسها مثلا الآن، وتراجع الفرضيات التي قدستها لعقود (أن ليس ثمة عداء وتنافس أمريكي إيراني على مساحات الهيمنة الإقليمية – أو أن إيران مايحركها بالفعل مبدأ للمقاومة والبعد الرسالي والمؤدلج حتى الطائفي منه) ، مع أن الواقع ينقضها بشكل جلي.. بل تتحول فورا لفرضيات مضادة، دون أي مساءلة ذاتية للمنطق العقلي والنفسي الحاكم ذاتيا. فهي تعيش في حال انفصام،
هذا مقال قديم حول الأمر
https://drive.google.com/open?id=0B3R3f5iENLhfOFJEbmhqdnZGcUk