فكر استراتيجيقراءات استراتيجيةمقالات منوعة
على هامش كتاب (عن الحرب) لكلاوزفيتس – الحلقة الثانية (الاستخبارات)
لماذا يقلل كلاوزفيتس من القيمة الاستراتيجية للاستخبارات؟
في الفصل السادس من الكتاب الأول وهو الإستخبارات تكلم الكاتب بلفظه أن (لو تمعنا في الأسس والمصادر الحقيقية لهذه المعلومات -القادمة من الاستخبارات- وكيف أنها غير منطقية ومتضاربة فيما بينها سرعان ما سندرك أن الحرب بناء هش…..حتى أن الكثير منها كاذب ومعظم الباقي غير مؤكد أما الشيء المعقول الذي يمكن طلبه من ضابط ما فهو إمتلاك معيار للأحكام من خلل معرفته بالرجال والقضايا المطروحة وإدراكه العام وفطنته كما ينبغي عليه السير وفق قوانين الإحتمالات)
هل لازال الأمر بهذه الصورة والتي شبهها في كتاب آخر بأن (الطرفين يتلمسان طريقيهما في الظلام) فنحن الآن في وقت يمكن للمدني العادي الحصول على مخططات مقبولة للأرض في أي مكان ولعل حضرتك تتذكر كيف استخدم حزب الله جوجل لقصف إسرائل في 2006 فضلا عن ما لدي الدول العظمى من إمكانيات والدول تُعلن عن تفاصيل التفاصيل حول جيشها من ميزانية وتسليح واكتشافات جديدة…الخ
هل مثلا كان يقصد بأن الطبيعة الديناميكية للحرب هي ما تجعل الأمر أصعب؟ يعني أننا يمكننا معرفة الوضع بدقة أثناء فترة السكون لكن ما أن تبدأ الحرب تتغير الأمور بشكل جنوني؟ هل مثلا لأن هناك استطلاع دفاعي كما أن هناك استطلاع هجومي؟ إن كان الأمر كذلك فهذا سيعني وجود تعتيم أو نقص في المعلومة وليس تضارب ولا معقولية بالشكل المُصوّر
——————————————
بخصوص موقف دراسة كلاوزفيتس من مسألة الاستخبارات فهو شيء لافت جدا، وله فائدة جلية، لفهمنا الاستراتيجية وعوامل الثبات والتغير فيها، وليس فقط لتحرير المسألة تلك.
أولا) بالفعل كلاوزفتيس لايُعوّل كثيرا على مسألة الاستخبارات، وكذا مسألة المفاجأة في نظريته للحرب، على عكس صن تزو مثلا لو طالعته، فقد جعلهما تقريبا أساس الانتصار بكل معاني – خصوصا الاستخبارات لأنها الأداة الأساسية كما يراها لمعرفة الخصم.
ثانيا) ولكن لاحظ نقطة جوهرية، وهو اعتبار السياق الزمني والظروف المحيطة في تقييم النظريات والخلاصات – سواء تقدير مدى مناسبتها لزمانها
والأهم – إمكانية تعميمها لتناسب عصرنا مثلا!
ولو عجز الاستراتيجي – المنظر والقائد – عن اكتساب ملكة التمييز بين الثابت والمتغير، والقدرة على تسييق الطروحات الاستراتيجية، سيخبط بشكل عشوائي..
خصوصا حين يدرس التاريخ، وهو أهم ميدان لشق النظريات واستخلاص الدروس..
وصعوبة تلك المهمة التنظيرية والتطبيقية، جعل البعض يزهد أصلا في إمكانية الاستفادة من التاريخ (لأنه يحمل دروسا متناقضة، كما نقل بوفر في أطروحته) دعك حتى من المرض الشهير في إساءة تفسير التاريخ بشكل إرادي أو غير إرادي.
أو حتى العودة بالتراكيب النظرية المطروحة لغير زمانها – المفارقة التاريخية..
فلماذا نقول أن نظرية الاستراتيجية والحرب عند كلاوزفيتس، هي أنضج ماكُتب في التاريخ الاستراتجي وأكثرها امتدادا حتى اللحظة؟ وهذا لايعني أنها خالية من القصور أو حتى الانقطاع الزمني في بعض المواضع.
كيف يمكننا مثلا تخيل فهم وتطبيق خلاصاته في مسائل تكتيكات وتراتيب الهجوم والدفاع والمحاصرة في وضع تغيرت فيه خصائص الحرب ومنظومات التسليح بشكل كبير، وظهرت بيئات جيواستراتيجية كاملة مثل السيبر والفضاء فضلا عن الطيران والنووي من قبل؟
الإجابة ذكرها كلاوزفيتس نفسه، حين ذكر أن (لكل عصر نظريته الخاصة في الحرب!).. بمعنى – أن هناك ثلاثة مستويات للتنظير الاستراتيجي:
المستوى العام، وهي القواعد التي تحكم السلوك الاستراتيجي وطريقتها في العمل، وتمتد عبر الأزمنة.. مسائل، عن حاكمية الهدف السياسي، وكسر إرادة الخصم السياسية وتحويرها، ومنطق الحرب ذات الأهداف الشاملة والمحدودة، وفكرة تغيير المنظومة العسكرية كفن وأداء ونهايات لتتناسق مع الأثر الاستراتيجي، والحساب الاستراتيجي بالتوفيق بين الوسائل والطرق والنهايات.. وهكذا
المستوى الخاص بكل عصر، ويرتبط بظهور منظومات تسليحية وبيئات جيواستراتيجي من بابها كالجو مثلا وماأتاحه للاستراتيجية في مستواها العام والعسكري من فرص وتهديدات وتعقيدات، والتطورات السياسية والاجتماع- إدارية.. كمثل ظاهرة انفجار ظاهرة الحرب مع الدولة القومية وتجييش الشعب في عهد نابليون، أو الحروب الشعبية مع الصين والشيوعية، أو… أو..
في هذا المستوى – يمكننا تلمس خلاصات عامة تنطبق على خط زمني بعينه، ولكنها تتغير بدورات زمانية.
المستوى الثالث – هو تسييق تالي بالحالة الاستراتيجية بعينها.. مثلا الصراع العربي الإسرائيلي، أو الحرب الباردة.. هنا تظهر أنماط وخلاصات استراتيجية عامة، ترتبط بالأوضاع الخاصة بذلك الصراع، الجغرافيا والتركيب السياسي والتحيزات الاجتماعية والأيديولوجية والخبرة التاريخية والتوازن العسكري والثقافة الاستراتيجية والعسكرية السائدة و و و
ويُخلص من ذلك تخليق نظرية للانتصار في ذلك الصراع..
Theory of Victory
وهذه فوق وأوسع من الاستراتيجيات التفصيلية التي تتغير في المجرى الزمني لهذا الصراع.. هي الفكرة النظرية الحاكمة لإدارته والانتصار فيه!
كان أستاذي يسميها حبكة الرواية
Story arc،
Story arc،
.وهي ماعناها كلاوزفيتس أنها الوظيفة الأولية للاستراتيجي أن يعرف نوع الحرب التي يزمع شنها قبل خوضها
استيعاب مستويات الثبات والتغير في فهم الظاهرة الاستراتيجية إذن جوهري، لتفسير النظريات الاستراتيجية التي كُتبت في أزمنة سابقة والاستفادة منها، وأهم من ذلك، صنع الاستراتيجية ذاتها لأي صراع!
فتثبيت ماليس ثابت يقود للتحجر والدوجمائية، فيقود لفشل ذريع.. وهذا يُذكرني بتجربة منظمة التحرير وفتح في الستينات والسبعينات حين حاولوا بوضوح وتصريح أن يستنسخوا نظرية الحرب الشعبية الماوية أو الجيفارية في الصراع، وتغافلوا عن فروقات جوهرية – أبسطها .. أن مركز الثقل الاستراتيجي والعملياتي جغرافيا وعملياتيا هو الأرض المحتلة، وأن مايقومون به هو حرب حدود منخفضة الحدية وليس حرب شعبية أو حتى حرب عصابات!
وتصورنا أن كل شيء متغير، سيجعلنا مقطوعي الصلة بقواعد المنطق الاستراتيجي، وحتى تحليل بيئات استراتيجية بعينها، فيجعلنا نبدأ من الصفر تنظيريا وتطبيقا في كل مرة.. مع أن فائدة النظرية الاستراتيجية – كما أوضح كلاوزفيتس – ليس التوجيه المباشر لكيف نتصرف، ليس كتاب للطبخ كما حاول صن تزو أحيانا أن يتصرف، ولكن رفع مستوى الوعي العام بالظاهرة، ممايطور بشكل كبير الملكة القيادية والاستراتيجية، ويوجه بشكل غير مباشر ولكن حاسم تلك الملكة أثناء اتخاذ القرار.
وأعتقد أني تطرقت لمسألة التوازن والتدقيق في جوانب الثبات والتغير في ظاهرة الحرب والصراع والاستراتيجية في تلك المناقشة.. فراجعها
ثالثا) الحقيقة – أني انتبهت لهذا التقسيم في مستويات التنظير الاستراتيجي (عام، وزمني، وتبعا للحالة) بمجرد احتكاكي بدراسة الاستراتيجية، ولم أطلع عليه حينها في أي مصدر، ولكني كنت عالة بلا شك على تراثنا الأصولي. فهذا أمر أي دارس للأصور يعتاد عليه وهو تغير الفتاوى تبعا لتغير الأزمنة والأمكنة والعوائد، كما عنون ابن القيم في (اعلام الموقعين)، بل حتى ماذكره شلتوت من تغير الأحكام المنبنية على علل تتغير، والمناقشات المستفيضة لأفعال عمر في باب الإمامة، وما ظنه البعض تغيير تعسفيا للأحكام، وأذكر أني تأثرت في صغري لعرض القرضاوي في (السياسة الشرعية) لتلك المسألة.. ووجدت هذا المسلك في التسييق الزمني للمداخل الفقهية والتنظيرية أشد مايكون في باب الفقه السياسي.. لعلك راجعت هذا
فكان من السهل عليّ أن أصل لذلك التقسيم التنظيري، خصوصا حين وقعت على مقولة كلاوزفيتس عن خصوصية نظرية الحرب في كل عصر..
ولكني بعد ذلك، وجدت المسألة شديدة الوضوح حين قرأت ماو، حين قال:
(أن هناك قواعد للحرب عموما، وقواعد لحرب العصابات والشعبية، وقواعد للحرب الشعبية في الصين)
رابعا) في خصوص مسألة الاستخبارات وقيمتها بالأخص، فمايكل هاندل تناولها بتفصيل في دراسته
Masters of War
وقضيته الأساسية كانت إثبات الوحدة الموضوعية للنظريات الاستراتيجية لكل من كلاوزفيتس وجوميني وماو وصن تزو، كقاعدة غالبة، بالرغم من كثير من الاختلافات التفصيلية والتطبيقيات، تبعا لوحدة أساس المنطق الاستراتيجي، والتي لاتختلف على حسب الأزمنة والبيئات و(الثقافات)..وبالرغم من تعسفه بعض الشيء في بعض المواضع،ـ لكنه أقر كذلك بوجود بعض الاختلافات.
وأشار بالأخص أن محدودية أدوات الاتصال والمراقبة والتتبع، والانعزال الجيوسياسي والمعلوماتي، والاختلاف اللغوي والاجتماعي والثقافي بين الأطراف المتصارعة، مع التضخم الهائل في تعداد وانتشار الجيش في عصر نابليون، هو ماجعل كلاوزفيتس يزهد في اعتبار عنصري الاستخبارات والمفاجأة على عكس صن تزو..
ورأيي طبعا أن الاستخبارات عنصر مهيء للتفوق الاستراتيجي والعملياتي في الحرب، هذه قاعدة عامة تتجاوز أي زمان..
لكن هناك فعلا مساحات كبيرة للتغير في تنزيلها زمنيا وعلى حسب الحالة!
1- تغير في المصادر المتاحة ونوعيتها
مثلا في هذا العصر، كما أشرت أنت، أغلب مصادر الاستخبارات المفيدة هي مايسمى
Open Sources Intelligence!
وبالتأكيد الاستخبارات الرقمية والتقنية
لكن في أتون الحرب الباردة، لطبيعة السرية الصارمة على مصادر المعلومات، والاحتياج الحيوي لمعلومات على درجة هائلة من السرية، كان المخروط الاستخباري ينحو من حيث الأهمية للاستخبارات البشرية!
2- تغير في طبيعة المعلومات المطلوبة لصانع القرار الاستراتيجي والعملياتي، وهذا حتى في ذات الحالة والزمن
فالتعامل مع الغواصات الألمانية بالحرب الثانية كان يقتضي نوعية ما من المعلومات، فاكتشاف الانجما في الحرب العالمية الثانية
3- تغير وتنوع في الأدوات التحليلية لمصادر تلك المعلومات، وهذا شيء خطير جدا
قديما، فالاختراق الذي حصل مع الانجما كان تقنيا تحليليا وليس في الوصول لها.
المشكلة المعاصرة لكل أجهزة المخابرات، مع الإغراق المعلوماتي الهائل، هو وجود أطر تقييمية وفارزة أولا، ثم أطر تحليلية ثانيا!! بمعنى – كل شيء تقريبا موجود، ولكن كيف تفرز المهم عن غير المهم، وكيف تفسر وتجمع آلاف التفاصيل المنثورة في أطر ناظمة تقودك لخلاصات استقرائية سليمة!
ولو تريد رأيي، وعن تجربة شخصية، ماهو الشيء الذي يفرق هذا الشخص أو الجهاز في فهم المشكلات الاستراتيجية وتصور تطورتها والسيناريوهات المستقبلة، هي نضج أداته التحليلية التي تنتج عن فهم معمق لظواهر الاستراتيجية والصراع والحرب من ناحية، ووعي كثيف بالبيئات والأطراف التي يريد فهم سلوكياتها وفعلها حاضرا ومستقبلا! (أليس هذا مانقلته عن كلاوزفتس؟!!)
وليس معلومات سرية كهنوية قادرة على إحداث اختراق بعينه!!
فساد المنطق التحليلي واستيعاب البيئات، قد يؤدي حتى للتعامل مع المعلومات شديدة الحساسية والتي تنتج عن عمل استخباراتي عالي القيمة، بشكل مُهدر ومعكوس!
وتقريبا أغلب الأمثلة على الفشل الاستخباراتي -خصوصا عند الأجهزة الاحترافية – هي في تلك المساحة، وليس مساحة جمع المعلومات! وأوضح الأمثلة هو الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي في حرب 1973، وذلك لوجود عقيدة استخباراتية خاطئة نشأت داخل أمان تحديدا، أن المصريين لن يحاربوا قبل تحقيق السيادة الجوية، أو امتلاك ردع صاروخي كاف.. فتجاهلوا متعمدين آلاف التفاصيل عبر أشهر، بل حتى تعاملوا بشكل أخرق مع معلومات أشرف مروان، إلا متأخرا بعد فوات الأوان..
الطريف هنا، هو النقاش الذي استمر لعقدين بعدها عن مسئولية جهاز أمان بقيادة زعيرا، وهو ماوصلت له لجنة أجرانات.. أم ماطرحه زاعيرا نفسه للدفاع عنه، أن الاستخبارات ليس وظيفتها تحديد (نوايا الخصم) ،ولكن إمكانياته، ولكن النوايا تقدرها القيادة السياسية لأنها ترتبط بالفهم الشامل للخصم وانحيازاته وطريقة تفكيره والملابسات الحالية!
كلام زعيرا فعلا صحيح من ناحية، أن الاستخبارات ليست هي صاحبة القول الفصل في تقييم نوايا الخصم، لأن الأخيرة لا تحددها معلومات بعينها!! ولكن الفهم الشامل والمستوعب لظاهرة الصراع وتركيب البنية السياسية والشخصية والإطار الاستراتيجي للخصم، وهذا أمر يتعدى كثيرا الملكات والخبرات والتفويض السياسي (لضباط الحالة الذي قد لايتجاوز أحدهم رتبة النقيب!) في جهاز الاستخبارات..
ولكن المخابرات بالتأكيد مصدر معلوماتي حيوي للقيادة السياسية، ولابد أن تقوم كذلك بوضع صيغ استشرافية لنوايا الخصم واحتمالات الصراع وأشكاله!!! وهذا بالتأكيد يقتضي تطويرا عميقا أوسع من طرق جمع المعلومات وبناء شبكات الاختراق البشري والتقني، والعمليات السرية!! لتطوير قاعدة معرفية وتحليلية مُعمقة في الاستراتيجية واستيعاب البيئات والخصوم!
هناك مشكلة أخرى كانت حاضرة في أمان، وموجودة في كل أجهزة المخابرات العربية (والمصرية تحديدا)، ولها علاقة بالعنصر الرابع المُحدد لقيمة الاستخبارات ووضعها في السياق الاستراتيجي، وهي استراتيجية المخابرات!
4- فالاضطراب في استراتيجية العمل الاستخباري هو من أهم المتغيرات كذلك..
لانحكي هنا عن الأمراض الفجة في أن تنشغل أجهزة المخابرات الخارجية (العامة والعسكرية) بالملفات الداخلية، السياسية والأمنية، وحتى الفنية والإعلامية والبيروقراطية!! وكل هذا الخبل!! كما كان موجودا في عهد ناصر ماقبل 67، ولكنه أصلحها جذريا بعدها، وعادت لذات الدور المقيت في النظام المصري الحالي!
ولكن أقصد جهاز استخبارات محترف كأمان تحديدا( وفيه مشكلة أخرى وهي أنه مسيطر على العمل والتقدير الاستخباري الإسرائيلي مما يجعل للجيش دور أعلى كثير مماهو مطلوب في صنع الاستراتيجية مما يساهم في عسكرة وتكتكة خيارات الاستراتيجية).. وهو أنه من يضع الصياغة الاستراتيجية المبدئية!
وهذا خطأ.. لماذا؟
لأن تلك الصياغة هي نتاج جهد تكاملي ولجهة عندها تفويض واستحقاق سياسي، كالقيادة السياسية والاستراتيجية.
ولكن تأثير ذلك على استراتيجية العمل الاستخباراتي أنه يدفعه لجمع معلومات، وطرق بيئات عمل، فضلا عن منطق وخلاصات تحليل، تخدم الخيارات الاستراتيجية المُفضلة للجهاز، أو المؤسسة التابع لها (الجيش في حال إسرائيل)..
مع أن استراتيجية جمع المعلومات مثلا، لابد أن تطرق وترتاد مساحات غير خطية ومباشرة، لتتجنب المفاجأت، ولكن في توازن كذلك مع المساحات المطلوبة لصانع القرار.
وهنا أستاذي يُميّز بين نمطين في استراتيجية المخابرات
Policy Driven
Policy Relevant
الأول خطأ كبير، لأن جهاز المخابرات يتم توظيفه – ذاتيا أو من قبل القيادة السياسية – لجمع معلومات تؤكد فرضيات مسبقة هي أساس خيار سياسي أو استراتيجي ما.. أو على أقل، فقط تعمل في تلك المساحات بفرض موضوعية الجمع والتحليل.
والثاني مطلوب ومهم.. أن يكون أغلب نشاط المخابرات واع بالفعل لمتطلبات صنع السياسة والاستراتيجية بالتركيز على مساحات وملفات بعينها، مع إعلاء التفكير النقدي والتخلص من أي فرضيات مسبقة أو ثابت.
ولكنه كذلك يترك مساحة للارتياد الاستكشافي في الملفات والبيئات!
الخلاصة –
نعم، كلاوزفيتس كلامه كان له منطق زمني حينها، ولكن التنظير حول الاستخبارات وتوظيفها استراتيجيا وعملياتيا هو من باب النظريات التي تتغير حسب السياق الزمني والتطور التقني وطبيعة الصراع.
وعصر الحرب الباردة تحديدا كان درة النشاط الاستخباري البشري والتقني، وفائدته كانت ضخمة – من حيث دائرة جمع المعلومات – تبعا لطبيعة التنافس النووي والتقني حينها.
ولكن في عصرنا، ربما رجعنا نسبيا لخلاصات كلاوزفيتس..
2 تعليقات