استكمالا للحوارات السابقة… هل تبقى المراجعة الفكرية وتطوير الرؤية الاستراتيجية شيئا نظريا أم يمكن الانطلاق منها لخط أدوارنا الفردية؟
وهل يمكننا الاحتجاج أن النظام يمنع أي حراك سياسي للتخلي عن أولوية تشكيل نخبة وحركة وطنية جديدة؟
الحديث عن الرؤية الفكرية والاستراتيجية ليس فقط مهم نظريا، ولكنه أيضا في صلب تحديد الخيارات العملية.. وعدم إدراك هذه النقطة المفصلية هو سبب نكبة الإخوان تحديدا- كجماعة تحصلت على رصيد كبير في البناء التنظيمي، وإتقان في كثير من الجوانب (العملية) في النشاط السياسي والاجتماعي..
الرؤية الفكرية والاستراتيجية هي ماتحدد الطريق، والخطأ فيهما – ولو يسير – مُهلك ومن الصعب تصحيحه، على عكس المواقف التفصيلية والعملانية..
بل العكس – أستاذي كان له مقولة مشهورة: أن الدولة والجيش ذات القدرة العملياتية والتكتيكية الفائقة مع ضعف الاستراتيجية (يقصد ألمانيا في الحربين العالميتين)، تصل لأوضاع كارثية بالمقارنة بالدولة محدودة القدرة التكتيكية والاستراتيجية معا.
ولكن مشكلة الاستراتيجية – وقبلها الفكر – هو كونهما بالأساس إطارا نظريا (تجريديا)، ولكننا نرى أثره في تحريك آلاف الخطوات ونثريات المواقف لمسارات كلية ونهايات محددة.
—————
إذن ما الحل؟
هذه الممارسات هدفها بالأساس تأهيلي وإنضاجي للوحدة الوطنية، وتشكيل قيادة حقيقية، والتقدمة لها شعبيا.. وإن كان لايمنع هذا تحصيل تنازلات تدريجية من النظام (وفق خارطة إفلاساته المتوقعة)، أو إمكانية الاستفادة من فرص مفاجئة.
[…] كيف ننطلق من الرؤية الاستراتيجية لموضعة دورنا الفردي؟ […]