صعب ان يتطور الحراك لمستوى تغيير كبير، سيتم احتواؤه سريعا .
ثلاث مشكلات أساسية: غالبية الناس غير مهتمة أو لها موقف مضاد
ان البلد والمؤسسات ممسوكة كويس. سيبك من كلام الانقلاب الداخلي.
وطبعا غياب رأس وقوى سياسية. بديل حقيقي.
أفضل المأمول، رسالة قوية للنظام ومؤسساته لتنعيم القبضة الداخلية شوية.
خللينا نشوف
هل تعامل الداخلية الناعم من الأمس يدل على وجود انشقاق داخل النظام؟
صحيح انا غير مقتنع تماما بفكرة ان هناك شق داخلي هو من يحرك الأحداث، وشايف ان هذه مبالغات من الجزيرة وصفحات الشباب والاخوان
ولكن. واضح ان هذا تقييم الأجهزة للتعامل مع الوضع. وهذا تقييم فعلا سليم.
أي تعامل عنيف سيقود لتفجر الوضع وليس احتواؤه. ولكن فقط محاولات محدودة للتحجيم وفرض خطوط حمر.
وليس البطش والبجاحة والاذلال اللي كان موجود في مظاهرات تيران مثلا.
هل المظاهرات مرتبة؟
طبيعي في جزء كبير مرتب
لكن هذا ليس من الأجهزة.
لكن ممكن شريحة منها او افراد بشكل أدق، واكيد ليس الداخلية، تكون تم استشارتها وأبدت قبولا مستتر.
المشكلة ان المؤسسات بتمامها وخصوصا الجيش والمخابرات الخربية، متعلقة عضويا بالسيسي، وهو سيرجع بالطبع بعد لقاء الأمم المتحدة.
الترتيب من محمد علي والشريحة التي استطاع التواصل معها من اركان نظام سابق ورجال اعمال، والاهم من وراؤه، وأعتقد هناك عنصر خارجي (قطر مثلا) وراء الأمر.
لكن الأخطر، وهذا يحكم على سقف مايمكن يصل له الحراك، هو غياب رأس سياسي وقوة سياسية حقيقية.
ولكن مايحكم الحد الأدنى للانجاز، هو مايصل له الحراك نفسه، والتقدير الذاتي للنظام لحجم التنازل الذي ينبغي يقوم به لأجل استيعابه.
دايما في التفاعل الاستراتيجي في حال غياب الرأس (القادر على رسم المسار والتحريك والمناورة والتفاوض واحتلال المساحات) يكون الاعتماد كلية على القراءة الذاتية الخصم واستجابته وتنازله وردعه الذاتي أمام الضغط
وسلوك أمس يقول انهم قرءوها صح، وهناك استعداد مبدئي للتنازل
اعتقد ان قراءة الموقف باعتباره انشقاق داخل النظام سببها بالاساس السماح للمتظاهرين بدخول التحرير وليس مجرد التعامل بعنف اقل … غياب مدرعات الجيش عن الشوارع وعن التحرير وغياب ايضا مدرعات الشرطة في بداية الاحتجاجات …عدم اغلاق مترو السادات كلها علامات استفهام … بالاضافة لتصريحات محمود رفعت عن التواصل مع قيادات بالجيش والتصريحات المنسوبة لعنان على حسابه الرسمي على تويتر … الامر لا يتعلق بالجزيرة او صفحات الاخوان او الشباب
هناك قراءات متعددة للموقف، اعتمادا على كل هذه المعطيات وغيرها.. فالأخيرة ليست (أسبابا)، ولكن يمكن تفسيرها بفرضيات وقراءات ختلفة تبعا لنزعة التحليل ومكنته والتحيز مثلا أو هل أعملنا فيها نظرة نقدية.
فرأيي مثلا، أن فرضية الانشقاق الداخلي مستبعدة، للأسباب المذكورة بالأعلى، وأنه بالعكس – قراءة المؤسسات ومواقفها التي تجلت في تعاملها مع الاحتجاج مثلا يمكن تلمسها بالمنطق السياسي وبإرهاصات سابقة (مثل حديث ياسر رزق عن مبادرة للإصلاح السياسي مثلا، وما قاله السيسي بالردم على مسألة محمد علي).. وهكذا
المؤسف في الأمر هنا، هو نزوع الجزيرة سريعا (لأسباب معلومة) ولصفحات كثيرة على الفيس للشباب والإخوان، لتضخيم كبير في مستوى الحدث ومبالغة في مآلاته ، والأسوأ – تصدير أن هناك انقلاب داخلي، أو أن السيسي غادر مبكرا (هاربا)، أو أنه لن يعود.
هذا النمط التخديري والهلوسة السياسية الذي استمر لسبع سنين، والمفترض أن يكون من تعاطى معه انتبه وكفّ، مضر جدا.. مضر لبناء قراءات سياسية سليمة للواقع وتحديد السيناريوهات وسقف المطالب السياسية على أساسها، واستشراف الخيارات المتاحة. وأنا أحكي هنا بالنسبة للجميع وليس فقط خيارات طرف ما.
مضر لأنه لايسمح بظهور جيل سياسي مختلف يعتمد النظرة التدقيقية والنقدية، في قراءة الأحداث وتفسيرهاـ ورسم الاستراتيجيات ودوائر الفعل..
فنبقى على ذلك في تلك الحلقة المفرغة لدورة جيلية أخرى