يمورُ الشّجْوُ في أضلاعِ حُرٍّ * وتَقريهِ الدُّجى نَوْحًا دفينــا 1

وتُزريهِ النّوائبُ من هَجيــرٍ * بِرَسْمِ البَيْنِ إلاّ أن يَبِينـــا 2

فلا تُثقِلْ بِعَذْلٍ قد كَفَتْكَ * بِمِغْرَزِها السُّنونُ بهِ الوتينــــا 3

أيطوي الدهرُ منك ببعضِ سَلْوٍ * نذورَ العِشْقِ قد أفْرَتْ أميـنا 4

يَنِزُّ اللَّوْعُ من كبِدٍ قُروحا * تُبدّلُ بَرْأها الذكرى طُعونــــا 5

وأبلغُ ما يُصيبُ القَوْدَ منّي * وأكْفَرُ ما بَرَى للبَرِّ دِينــــَا 6

نُكوصُ الحِبِّ عمن كان منهُ * بِطانَ الرُّوحِ والخبْءَ المِكيـنا 7

فما يبقى الوفاءُ بِجِيدِ قومٍ * و لا ترقى النُّهى إلا ظُنونـــا 8

فلا تحفِل بأورادِ المنايـــا * وكُن لرحى ذؤابَتِها خديــــــنا 9

وأفرِد للطُّغاةِ النَّحْرَ صَبًّا * وأَوْلِم للمسا منهُم ثخيـنـــــا 10

وأقْفِر عن ديارِ النّاس غِبًّا * وسبعُ الوحْشِ أُنسُكَ لن يخونَا 11

و جِدْ لجَنانِكَ الدامي رءومًا * بِشقِّ الأرضِ لا تجفوكَ حينــا 12

وإن يقلاكَ كلُّ الناسِ جَوْرًا * فربُّ الناسِ رحمتُهُ تَلينا 13

فَخَلِّ العَذْلَ والتّبكيتَ خِلِّي * فإنّي لا أُقيلُ العاذلينـــا 14

• محلّ ووقت كتابتها كانا في عيادة (عصبية العيون) – 5 فبراير 21 ـ غاب بعضُ المرضى خشية الوباء، ولكن وباء الصدر لا يغيب

1- يمور: يتقلب بشدة. تقريه: أي تغذيه وتهديه.
2- تزريه: تبتليه. هجير: الظهيرة شديدة الحر والجفاء. رسم البين: ملمح البعاد. يبين: يظهر. أي هجير غير أنه لايظهر
3- عذل: لوم. الوتين: الأورطى. أي قد كفت السنون بمغرزها اللوم لأنها تقطع الوتين
4- أفرت: أهلكت. نذور العشق فقط تهلك الوفي.
5- ينزُّ: يسحب بألم وتقليب. قروحا: جروح مدماة. الذكرى تُبدّل شفاء الجروح لطعنات
6- القوْد: القصاص بالقتل. البر: المؤمن. أي أقوى مايصيبني بالمقتلة، وأشد ماينزع من المؤمن دينه
7- الحِب: الحبيب. عمن كان منه: تصلح للطرفين. بطان الروح: أي قلبها ومايحيط بها. الخبء: الحصن المستتر.
8- جيد: أعناق دلالة على تمجيد الوفاء، والمقصود عكس ذلك – أي صار الوفاء مذموما. النهى: العقول، أي لاتبلغ العقول الحكيمة إلا للظنون
9- تحفل: تبالي. ذؤابة: مقدمة السيف والرمح. خدينا: صاحبا
10- النحر: قدم عنقك للطغاة. ثخينا:مبالغة في القتل. أي كذلك اقتص منهم واجعل منهم وليمة
11- أقفر: ارحل. غبا: على بعد.
12- رءوما: عطوفا.
13- يقلاك: يبغضك ويهجرك.
14- خِلّي: صديقي. لا أُقيل: أي لا أسامح