Scroll Top
السياسة المصرية

1-1-2017

تصور عن مآلات الحالة المصرية

سيناريوهات الحالة السياسية:

1 استمرارية النظام بتوجهاته، مع تفاقم المأزق الاقتصادي والأمني.

2 اضطراب شعبي شامل (نتاج الوضع الاقتصادي أو الجيواستراتيجي):

                              أ. مؤقت ومحدد

                              ب. انهيار الدولة (نتاج تصعيد متبادل لنزاع أهلي)

                              ج. مساحة تفاوض واستعادة مسار سياسي

3 اضطراب نتاج غياب الرأس:

                               أ. بديل داخلي سريع من المؤسسة

                               ب. فوضى شعبية

                               ج. فوضى أمنية (قد يصاحبها انفلات احتجاجي، أو يتم السيطرة عليها)

                                د. مساحة تفاوض واستعادة مسار سياسي

4 تعديل ذاتي جزئي في الإطار الأمني والسياسي (نتاج الاحتقان الاقتصادي والأمني) – مساحة أوسع للتدافع السياسي.

5 تعديل واسع / تغيير سياسي:

                             أ. تراكم التدافع الإصلاحي

                             ب. انفجار شعبي منظم (ثورة)

الفواعل والترجيحات:

1 قوة وسلوك النظام وتكوينه (استمرارية الميزان المادي والمؤسسي والشعبي لصالحه مع التراجع، قناعة ذاتية بالتعديل؟، التوازن بين المكون العسكري والأمني؟، تماسك المؤسسة)

2 المؤثرات الاقتصادية والأمنية والجيوسياسية (الإقليم، المياه) .. تصاعد

3 رد الفعل الشعبي بين الاحتجاج والقبول (احتجاج أمام الاقتصادي، وتماسك أمام الأمني ودواعي انهيار الدولة)

4 تطور القوى السياسية (توافق وتطوير بنيوي وتواصل قاعدي، أم استمرارية العجز والتشرذم؟).. لا يحصل ذاتيا ولكن قوى دافعة (مناخ سياسي، مراجعات، نواة تصحيحية)

5 الحالة الإخوانية وموالوها (بقاؤها كفزاعة، تصاعد الإرهاب، أم إعادة موضعة؟).. تبعا لمؤشرات التهدئة، ومحصلة النزاع الداخلي

الراجح دون تدخل استراتيجي:

سيناريوهات 1، 2 أ، 3أ

المأمول في حال تدخل استراتيجي: (تبعا لمستوى التغير في الفواعل، وشكل التدافع بينها)

2 ج، 3 د، 4، 5 أ، 5 ب

متطلبات التدخل الاستراتيجي:

1 مساحة للفعل السياسي وتقليل القبضة الأمنية: ذاتيا؟، أو توافق (التهدئة)، أو تدافع (مرحلة تالية)

2 غياب الإخوان سياسيا كتنظيم وكأهداف للحراك.. ممايقلل وضعهم كفزاعة أومصدر تهديد حقيقي للنظام، ويتيح قدرة أكبر على التوافق السياسي أو توسع مساحة الاحتجاج الشعبي (الآمن)،  – وغيابهم أمنيا كذريعة للتوسع الأمني-عسكري.

3 إعادة تشكيل الحركة الوطنية (التوافق السياسي المُعارض): مراجعات – تمكين الشباب – تطوير القدرة الحزبية.

4 تطوير مسارات التدافع الإصلاحي (مع استبطان النزعة الثورية عند شريحة): استعادة الثقة، تطوير رؤي، تطوير قيادي وكادري، القاعدة الشعبية.

 

 مقدمة حول اشتقاق السيناريوهات:

أولا) الخطوات العملية:

– نقطة البدء هي حصر الأطراف الفاعلة في خلق مشهد التدافع السياسي (أو الاقتصادي، العسكري..) مع ترتيب فاعليتها التخليقية (من حيث الإرادة والقدرة).. ويلي ذلك وضع تصور أولي حول سيناريو تدخل كل طرف في تشكيل الواقع (وهنا لايكون الاعتماد الوحيد على التصرف المنطقي تبعا لمُعطيات الإدارة والقدرة، ولكن الأهم: التحيزات الإدراكية والنفسية والمصلحية وفي بنية أخذ القرار من حيث التكتلات الداخلية لكل طرف ومسلكه الاستراتيجي السابق الذي يؤثر على تفضيله لخيارات بعينها في ظروف مشابهة.. كل ماسبق قد يدفع الأطراف كمحصلة للقيام بخطوات أو تبني خيار استراتيجي يتجاوز حدود المنطق المصلحي أو مُعطيات القدرة والإرادة المبدئية.

– يأتي بعد ذلك رسم خريطة للتفاعلات بين السيناريوهات الافتراضية (المتصارعة) تبعا لموازين القوى وآثار التدافع (والقدرة على توظيفه) على مُحددات ونهايات الصراع السياسي والتي تختلف من حالة لأخرى (بيئة شعبية،ولاء مؤسسات، مصادر حسم عسكري، طرف إقليمي مؤثر بدرجة حدية..). ومن هُنا تظهر السيناريوهات المبدئية لمُجمل الحالة.

– يأتي بعد ذلك اعتبار التغيرات البيئية أو الخاصة بكل طرف (المُفاجئة) حتى وإن بعُدت، ومدى أهميتها من حيث (قابلية حدوثها، وحجم أثرها) بحيث يتم تضمينها ضمن خارطة السيناريوهات.

– وأخيرا.. تأتي مرحلة التمحيص والترجيح تبعا لعُنصري القابلية للتحقق (تبعا لما تُنتجه لنا خريطة التفاعل) وكذلك الأهمية للطرف الذي يُريد الاشتباك في بيئة التدافع لحرفها ناحية أهدافه. ومن هنا: يكون تقسيم السيناريوهات تبعا لحالتين: الترجيح دون تدخل، والمأمول. ويكون منطلق التفكير الاستراتيجي لأي قوة تريد الاشتباك في الوضع العام هو تحديد مُنطلقات التدخل وظروفه ومعطياته البيئية التي تنقل سيناريوهات الوضع العام من (الراجح) ل (المأمول) ولكن تبعا لمصادر القوة الذاتية (المتحققة أو التي يمكن تخليقها في مدى زمني مناسب).

ثانيا) ملاحظات منهجية:

هناك منطلقات معرفية وتطبيقية ونفسية تحكم العملية السابقة في اشتقاق السيناريو – خصوصا في بيئة التدافع السياسي والعسكري:

      أ. أي محاولة لاشتقاق السيناريوهات المستقبلية هي محدودة القدرة والصواب، لأنها تتعاطى مع مستقبل لم يأتِ بعد، ولأن الأطراف الفاعلة عمادها العنصر البشري بما يُمثله من صعوبة بالغة في فهم محركاته وتصرفاته المنطقية (وغير المنطقية وهذا شائع) فضلا عن ردود أفعاله لمبادرات غير متوقعة في البيئة والخصوم، فضلا عن التعقيد الكامن في بيئة اتخاذ القرار الاستراتيجي في أي كيان (خصوصا لو دولة) بحيث تجعل منتوجها الخططي-الاستراتيجي أشبه بمحصلة للتفاوضات والانحيازات بين دوائر غير منسجمة داخل الكيان ذاته، فضلا عن التحيزات الإدراكية والنفسية للمُخطط الاستراتيجي ذاته، وإمكانية إصابته بأمراض التفكير الاستراتيجي: الرغائبي (الخلط بين المأمول والمُرجح، فبالرغم أن منطق التحفيز السياسي قائم على التفاؤل ولكن منطق التقدير لابد من واقعيته)، والسوداوي (تضخيم قدرة الخصم أو المعوقات الذاتية)، والمُحدّب (أي التركيز على تفاصيل صغيرة دون الصورة الكلية، أو على مسار تكتيكي وعملياتي دون الاستراتيجي)، أو المُقعّر (أي التغافل عن التفاصيل الصغيرة ولكن الضرورية في تفسير القدرات العملياتية مثلا أو المؤثرة على قرار أحد الأطراف)، أو العاطفي (لتحيز قيمي- أيديولوجي أو نفسي مع أو ضد)، أو الملتصق (بفرضية خططية أو نظرية بعينها دون إعادة تقييمها دوريا)، أو الأجدب (إما لفقر معرفي عن الأطراف والبيئة، أو عدم تتبع لمنهجية وضع السيناريو، أو فقد القدرة الذهنية على التخييل).

ب. لكن في المقابل، لايبقى أمامنا غير هذه العملية في اشتقاق السيناريوهات كحل براجماتي لابد من توفيره للقيام بأي خيار استراتيجي أو ترتيب منطلقاته (مثلا في حال دولة – تشكيل المنظومة الدفاعية). ويكون الحل حينها اعتماد مباديء: المرونة والقدرة الذاتية على التنقل من  خيار استراتيجي لآخر تبعا للمستجدات.

وهذه المرونة والقدرة على التحرك الاستراتيجي في بيئة الغموض دون فقدان البوصلة، وفي ذات الوقت دون التحجر على خيارات استراتيجية ثبت تجاوز البيئة لها، ليست فقط يتم غرسها في جيل القادة وصانعي القرار، بل تكون الخيارات المنظومية أيضا تتيح لها (بمعنى هل يكون بناء القدرة الدفاعية مقتصرة فقط على خطر نظامي، أو غير نظامي، أم تكون مُرتبة بما تُرجحه السيناريوهات الدفاعية صحيح.. ولكن أيضا بشكل يسمح للتعامل مع أكثر من حالة مع بعض التعديل في مدى زمني مناسب).

ج. ولأجل ماسبق، يرى أغلب المنظرين الاستراتيجيين (خصوصا في بيئة السياسة والعسكرية) أن عنصر الثقل الحقيقة في منظومة أخذ القرار الاستراتيجي ليست الخطة المتكاملة (مع أهمية وضعها وبنسخ شديدة المرونة)، ولكن القابلية الاستراتيجية عند القادة (أي المركبات المعرفية والنفسية والقدرة على الحسم وأيضا المراجعة والخبرة الذاتية). وأن الأهم من ترجيح تحقق السيناريوهات هو وضع مؤشرات ومتطلبات تحقق كل سيناريو وقدرة الاستجابة السريعة لها.

وهذا مايجعل عملية التخطيط الاستراتيجي أبعد ماتكون عن عملية ميكانيكية أو خارطة طريق يُمكن وضعها في (معادلات حسابية وبرامج اللعبة وسوفت وير) – كما فشلت بفداحة محاولات مكنمارا وراند في الستينات. وهذا مايُفرّق بين صاحب الخبرة حين يُجري هذه العملية حتى بشكل تلقائي ودون حتى قدرته على توصيف مراحلها العملانية، وبين شخص آخر يتعامل مع الأمر كعملية حسابية. وهذا بالأخص ماعناه كلاوزفيتس أن أهم خصائص القائد العبقري في الحرب هي :

Coup D’oeil

أي اللمحة الخاطفة للمشهد المعقد التي تُتيح للقائد أن يصل لخلاصات تقديرية أقرب للدقة، دون أن يتمكن كلية من التعبير عن كيفية الوصول لها.. وهذا مايُسمى في الفن الطبي مثلا بال

Trained Intuition

وعلى الرغم من الاختلاف الابستمولوجي والمزاجي والتطبيقي الكامل بين البيئة الاستراتيجية – أو أي ظاهرة إنسانية معقدة – والعلوم الطبيعية والتطبيقية، أبسط هذا الاختلاف أن المصدر المعرفي الأساس في الثانية قائم على خلاصات التجربة العلمية في حين أنه لايُمكننا القيام بتجارب (عشوائية ثنائية التعمية مثلا) في الأولى، فيبقى عنصر خلاصة الخبرة من عناصر المعرفة الطبية المبنية على الدليل، وإن كان في درجة متأخرة..

 

لمزيد من الاطلاع:

Strategy and Defence Planning.   Colin Gray

Structure Analytic Techniques for Intelligence Analysis. Heuer and Pherson

Intelligence Analysis: a Target Centric Approach. Robert Clark

Scenario Planning. M. Lindgren

Scenario Planning in Organizations. Thomas Chermack

Foundations of Future Studies. Wendell Bell

The Black Swan. Naseem Taleb