عندي صعوبة في تقبل فرضية أن النظام بدأ يستوعب ضرورة عمل إصلاحات.. ماالشواهد؟
أن تحصل قناعة عند بعض مؤسسات النظام بفتح الأجواء نسبيا، ليس معناها انه يفقد سيطرته على المشهد او يكون يفتحها بشكل جاد. بالعكس. ولكنه قد يقوم بذلك لتقليل مساحة التوتر.
وهناك شواهد متعددة. آخرها مثلا تصرفاته مع الحراك نفسه على الأرض الجمعة الماضية، ولكن مع ذلك يرسل كروت إرهاب باعتقال الناس.
ولكن ماأقصده، ان الصيغة اللي حكمته (غلق كل شيء هو الضمان أن يحكم السيطرة) هتتغير. أصلا لأنها فشلت بالفعل!
فأكيد يبحث عن صيغة أخرى.
فحتى لو لم يكن عنده هذا التوجه، يقينا سيحصل.
النقطة هنا، أنه في معرض البحث وتطبيق هذه الصيغة، سيكون أكثر انكشافا للضغط (بأهداف غير استفزازية طبعا)، ومبادرات
كذلك مسألة تنحية (رحيل السياسي) كخطاب.. أليس هذا مأزق كبير لأنه ماقام الحراك لأجله، فضلا أنه أساس النظام فالضغط عليه مباشرة هو المهم، مع مراعاة موازين القوى بالطبع والتي هي لصالح النظام، وحدود التفاوض..؟
من الذي سيضغط ويتفاوض؟
الحراك الحالي سيستوعبه، ولو دخل في مساحة راديكالية مُهددة سيضربه بعنف.
ويرجع كل شيء مكانه
والحراك الذي حركه هو محمد علي، ودوائره، ثم تجاوبات معه قطاعات شعبية محدودة. وستبقى محدودة.
هذا هو الخلاف مابينا.
ما هي طبيعة الحراك ومعطياته ومآالاته؟
الحراك عنوان سقفه هو السيسي، وليست إصلاحات يعملها السيسي
يعني المطلب والدافع الذي خلقه محمد علي، هو فساد السيسي وكذبه ومطلب رحيله؟
حلو. الفكرة هنا أننا نضعه في السياق. بمعنى اثار الحراك ومآلاته على الممكن تحقيقه كحراك سياسي.
يعني؟
المرحلة ديه ايه المتاح؟ ويحصل ازاي؟
أقصى المتاح، بعض الانفتاح السياسي، والمحكوم. أقل حتى من أيام مبارك.
ومشكلة المعتقلين والمهاجرين.
ده الأقصى وليس الأقل.
ويحصل ازاي؟ ان النظام نفسه يقبل بشروط اللعبة.
فالفرضية اللي باني عليها صيغة حكمه تفشل.
ايه هي؟
انه مقتنع ان قفل كل شيء يخللي البلد هادية
فيقتنع انه لا. لازم يفتح شوي.
بس وهو هيفتح. ماتنزعج. مش هتضرب مسلماتك في الحكم
هذه آلية المرحلة . لاننا بيتلعب بينا. مش بنلعب
فطبقها على كل شيء
وفي مسألة عنوان (رحيل السيسي) ماقلتش تنحيها بالمناسبة. بالعكس. تكون موجودة
ولكن يكون واضح جدا. ان فيه عنوان سياسي لازم الناس الفاهمة، ونويات القوى السياسية تتعلق بيه وآخرماينفع ترفعه وقد تستفيد بوجوده!
لأنك لو رفعت الهدف الراديكالي المؤسسات هتتجنن، وترجع لذات الفرضية السابقة
إذن أنت نحتاج لخطاب يوازن بين النفسية الهائجة للحراك، وفي ذات الوقت يمارس تصاعدا تدريجيا في الضغط على النظام وتحقيق تنازلات؟
ده برضه على حسب انت مين، ومين الحراك وحدوده.
الاستراتيجية لاتولد في الفراغ، ولكن تبعا لموازين قوة وقدرة على تحريكها
كدة كدة. لو فيه تفاوض مع قوى ورموز، وهي مش موجودة الآن. هيحصل تنازل كبيييير عن الأهداف الراديكالية
فالحل. إنك تواجه المخدرات بتاع الجزيرة والاخوان مش ترسخها عند عموم الناس
ياجماعة الخير. اللي بيتقال ده ان النظام بينقلب على نفسه والثورة كاسحة والسيسي بيرتجف. ده كلام فاضي.
فيه حدود للمتاح.
خلوا شعار رحيل السيسي وفضح جرايمه موجود.
بس لازم الناس تفهم ان فيه شيء اسمه سياسة، ومصلحة وطن.
ولكن معنى هذا أننا نحتاج لاستراتيجية إعلامية وتحكم الخطاب، وهي تختلف وإن كانت تعتمد على الاستراتيجية السياسية، وهذه المهام المتشابكة ليست سهلة؟
هو ده!!
عشان كدة الاستراتيجية لا تخلق في الفراغ، ولاتستحدث من العدم.
دون وجود نواة تأسيسية لحركة وطنية، وتسعى جهدها وتحاول منهجة مساحات معقدة ومتداخلة. فنحن بس نتسلى.
وخللي بالك. مهمن كانت الفرضيات الاستراتيجية سليمة ممكن يتجاوزها الواقع ويهدمها.
وكتير ماتعطيلك الحوادث فرص او تهديدات مفاجئة.
فلازم يكون عندك جهة عاقلة في الخلف تكون فاهمة مش حافظة عشان تغير بسرعة كل شيء. الاستراتيجية العامة وجوانب الخطاب والحركة والتفاوض، والاصلاح والاحتجاج