أنا لاأرجح أن يقود التصعيد السياسي ، ورفع مساحة التوتر العسكري، لمواجهة حقيقية.
من ناحية الأمريكي، الأمر بوضوح هو فكرة ترامب المعتادة للمزج بين شقي الإرهاب النفسي بالتحرك سريعا نحو تصعيد عسكري (لاتوجد أدنى مقوماته من حيث القدرات والاستراتيجية والقبول المؤسسي والشعبي والدولي، وتخالف مبدآه الأساس في تقليل حجم التدخل العسكري في الملفات الخارجية وخصوصا في الشرق الأوسط)، وفتح باب خلفي ومعلن لإعادة التفاوض، مما سيستعمله بمجرد حصوله في العلن (حتى دون نتيجة ملموسة) كانتصار سياسي له في الداخل.
من ناحية الإيراني، كذلك فكرة التصعيد الكامل غير مطروحة، إلا كمنطق دفاعي ردا على اعتداء عسكري أمريكي أو إسرائيلي لاتوجد شروطه كماأسلفت. (الإسرائيلي بالأخص لن يضرب إلا بتحقق اقتراب الوصول لسلاح نووي).
مايميز الإيراني أمران:
الأول) وجود درجة عالية من المرونة الاستراتيجية لصك مخروط تصعيدي متدرج، يقصد لفرض استجابات ذكية في معرض الأزمة، وتحويل تدريجي لنهايتها لصالحه على مدارها.
الثاني) أنه يدرك تحديد موطن تميزه الاستراتيجي والعسكري ونقاط ضعف خصمه.
فالتحليلات التي تتبع مبدأ قياس التوازن العسكري التقليدي في القوات البرية والجوية والبحرية فعلا تُخطيء كل وأهم شيء.
الإيراني يعتمد على نهج الحرب غير النظامية، والصواريخ.
واستطاع أن يُنضج قدرا لا بأس به من الأدوات والرؤى العملياتية والتكتيكات في كل نهج.
الموضوع يطول، ولكن مثلا في النمط الأول: عمليات تخريبية (بحرية وكوماندوز) في الخليج بأدواته المباشرة او زوائده الاقليمية، عمليات تخريبية في بلدان الخليج، تحريك شعبي للحالة الشيعية بأشكال تصعيد مختلفة، العراق وسوريا ولبنان، حملات إرهاب دولي للمصالح الإسرائيلية والأمريكية، استهداف قيادات سياسية بعمليات اغتيال، حرب سيبرية…
شكرا جزيلا
[…] تعليق موجزعلى التصعيد الأمريكي الإيراني […]