قراءات استراتيجيةمقالات منوعة

حوار قديم حول التحالف الخليجي وحرب اليمن

28 – 05 – 2015

أسئلة محددة في موضوع اليمن 
أولا الهدف والجدوى من هذه العمليات 
ثانيا هل لدى الدول العربية إستراتيجية واضحة في هذه الحرب
كيف يمكن لقوات من دول متعددة ان تقوم بعمل عسكري مشترك دون وجود اهداف واضحة ودون ان يسبقه القيام بمناورات مشتركة 
هل هناك مشروع عربي حقيقي وجدي لانشاء منظومة عربية عسكرية او قوات مشتركة 
الدور المصري وحدوده فس هذه الحرب ومخاطر الانزلاق في حرب شاملة مفتوحة 
هل هناك نوع من التجاهل السعودي للحليف المصري كما وردت انباء عن عدم التشاور الكامل مع المصري قبل بدء العمليات وقبل القمة العربية بساعات

 


——-
الأهداف:
التاريخ الاستراتيجي يعلمنا أن كثيرا من الأطراف (خصوصا الأمريكي في الخمسين عاما السابقة) يدخل في حروب دون أن تتضح أهدافه فيها بالضرورة – لدرجة أنه في 1985 ظهرت وثيقة حاكمة على شروط استخدام القوة العسكرية الأمريكية في عمليات بالخارج تحاول الإلحاح على بضعة بديهيات استراتيجية
Weinberger Doctrine
أهمها هذه النقطة (وضوح الهدف السياسي من العمليات العسكرية)، وطورها كولن باول في 1991 حين استلم رئاسة الأركان المشتركة، ولكن كما نعلم أن أمريكا ذاته خاضت بعد ذلك عدة حروب كبيرة أو صغيرة دون أن يتضح هدفها السياسي بالأصل، فضلا عن مدى مناسبته للاستراتيجية المتبعة.

المهم – أعتقد أن أهداف السعودي ومن ورائه الخليجي هي على هذا الترتيب:

أولا توصيل رسالة ردعية لإيران في إطار صراع وقلق حول تمددات إيران وتوجس خليجي كبير بعد تراجع الإلتزام الغربي (ولأسباب عديدة) بأمن الخليج وأمن نظمه..
ثانيا- حل المشكل اليمني بما ينهي سيطرة الحوثي ويسمح بإنشاء نظام موال.
ثالثا – الشروع الفعلي وتجربة تشكيل إطار للتحالف العسكري الخليجي العربي (هذا دافع بالأساس خلف الاستثمار الخليجي في النظام المصري وغيره) ، وهذا مطلوب أو على الأقل متصور كبديل للتعامل مع هاجس التهجيج الوجودي للأمن الخليجي كما يونه.

بالنسبة للمصري (أو السوداني أو المغربي أو الأردني) فالهدف الأساس هو تسديد أو دفع مقدم لفواتير الدعم الخليجي للداخل المحلي في هذه الدول، ثم بدرجة أقل – بالنسبة للمصري – استكشاف إمكانية توسعة دور إقليمي وكذلك لرفع الشرعية الداخلية.

طبعا هناك ملاحظة منهجية لابد من التنبيه عليها، وهي مرض يعرض على الأكاديميين حين يتناولون شأنا استراتيجي لدولة ما، وهي محاولة لاإرادية لمنطقة الخيارات السياسية والاستراتيجية
Rationalizing or formalizing policy and strategy
بمعنى محاولة تقدير أهداف واستراتيجية واضحة تحكم الخيارات أمامنا، مع أنه بالضرورة لاتكون على هذا القدرة من الوضوح في الواقع، أو الترتيب، أو التوحد عليها ضمن مؤسسات تلك الدولة، أو تقديم ماهو سياسي وطني على ماهو سياسي مصلحي (حزبي) على ماهو شخصي.. وهكذا

لكني أعتقد أن ماسبق – بشكل إجمالي – حاضر في الذهن الخليجي كأهداف..
كجدوي – لايمكن الحكم عليها بشكل جدي إلا بعد تناول استراتيجيته.

———–
ثانيا  – سؤالك: “هل لدى الدول العربية استراتيجية واضحة في هذه الحرب
كيف يمكن لقوات من دول متعددة ان تقوم بعمل عسكري مشترك دون وجود اهداف واضحة ودون ان يسبقه القيام بمناورات مشتركة ؟”

أنت نفسك قدمت شطرا من الإجابة.. فعلا لاتوجد أهداف على قدر كبير من الوضوح، ثم لايوجد توحد عليها ودوافع طرحها، وأزيد أن الفرضيات الاستراتيجية لتحقيق مثل هذه الأهداف – الخليجية على الأقل لأنه الفاعل الرئيس والممول والباقي مشاركة رمزية أو تابعة – هي خاطئة بشكل جسيم.

الخليجي يريد تحقيق الهدف الأول (ردع إيراني) بتوضيح أنه قادر على المبادرة في الفعل العسكري حين يرى تهديدا جديا من إيران بشكل مباشر أو عبر أحد زوائدها، وأن هذا التحرك هو فعل جماعي عربي. وهذا يقود -في تصور الخليجي – لردع إيران أن تستمر في تطوير تمددها الإقليمي أو نقل مستوى التهديد للخليج لمستوى أعلى أو لمستوى الفعل.

كذلك – يمكن أن يرى أن ضربات للمقدرات العسكرية الحوثية إما أنها ستضعف من قابليتهم لمواجهة قدرات محلية مواجهة لهم، وهذا يقود لحسم عسكري وسياسي، أو على الأقل (وهذا الأوقع) الضغط عليها لتقديم تنازلات سياسية في مائدة تفاوض مقبلة.
هناك كذلك – على الأقل حاضر في الخلفية – إمكانية تدخل بري سواء بعد اكتشاف عقم الضربات الجوية على تحقيق أهدافها، أو استجابة لتصعيد حوثي على الداخل السعودي (تذكر حملة 2009 بين الطرفين).

كذلك – هدف بناء تحالف عسكري عربي بدأ في التحقق فعليا – كما يظنون -بمجرد المشاركة العسكرية – حتى لو متواضعة ، ثم يأتيها دعم سياسي وشرعي من القمة.

طبعا من حيث الأهداف .. فهدف ردع إيران هدف مشروع فعلا، وهدف حسم المشكلة اليمنية بنظام موال هو هدف مشروع للنظم الخليجي وإن ليس بالضرورة كنظر قومي ووطني، وهدف تشكيل إطار عسكري عربي هدف مشروع قوميا ووطنيا – دون اقتصاره بالضروره على مواجهة التهديد الإيراني أو رفعه كأولوية عن غيره.

لكن لماذا الفرضيات الاستراتيجية المطروحة لتحقيق هذه الأهداف خاطئة بشكل جسيم؟

أولا – لأن التعامل مع المشكل الإيراني لايتم إلا بإطار إقليمي عربي – قوي على الحقيقة سياسيا وعسكريا وقدراتيا – ويستطع ملء المساحات وحل الفجوات القائمة، ثم يتعامل مع إيران بمزيج من الردع والاحتواء والتفاهم.
الوضع العربي الحالي لايمتلك من القوة الذاتية مايسمح له بتصدير رسائل ردعية – واستدامتها من حيث المدى الزمني والمصداقية – فالخليجي قدراته الفعلية عسكريا وسياسيا – وإن ليس بالضرورة المواردية – ضعيفة، ولايزال معتمدا على موارد أجنبية مستعارة للدفاع الإقليمي.. الوضع المصري معلوم مأزقة الحيوي كقدرة عسكرية واستراتيجية وسياسية (بل العكس المشاركة في حملة عسكرية تبعا لأهداف الطرف الخليجي وفرضياته بالتعامل مثلا مع إيران بهذا الشكل – والتي هي مختلفة حتى مع فرضيات النظام الحالي – تسديدا لفاتورة المعونات هي علامة ضعفكقدرة دولة في رسم خياراتها الإقليمية وتسويقها وليس قوة)

كذلك فما حصل ويحصل لايؤذي إيران ولكن بالعكس.. الرسالة الردعية تشتمل على طرفين: القدرة على الإيذاء، والمصداقية.  وطبيعي أن الرد العسكري على اليمن يرفع من تقدير الإيراني لمايمكن أن يقوم به الخليجي في ملفات أخرى، ولكن العائق الحقيقي إذا فشل الخليجي فعلا في هذا الملف – وهذا متوقع، أو إذا كان تدخله في حد ذاته يحقق إيذاء ذاتي له!

الحقيقة أنا لو مكان الإيراني وأريد أن أضع استراتيجية إقليمية توسعية وعدوانية، فاستدراج السعودي في المأزق اليمني هو المطلوب. اليمن في حد ذاتها تشمل لإيران – في ظل هذه الاستراتيجية الإقليمية – دورين: الأول والأهم – هو تطويق السعودية بذراع قادر على التوريط إن لم يكن الإيذاء، والثاني – تواجد جيواستراتيجي (وإن كان باب المندب أصبح منذ السبعينات مرتبط بأمن دولي وليس حتى أمن إقليمي مصري – إسرائيلي).
اليمن ليس الأهواز، ولاحتى العراق أو حزب الله.. بمعنى هو مطلوب لمايمكن أن يقدمه وليس لارتباطات عقائدية أو حتى كأمن إيراني. الحوثيون – بالرغم من اقترابهم من الخط الإمامي بعد سني الدعم والتحالف – يبقون في الأخير زيدية.

ولكن لماذا ستفشل الخطوة الخليجية أو تقود لإيذاء عكسي؟ النقطة التالية

ثانيا – لأن الضربات الجوية – وحتى بحصار بحري – لايمكن أن تؤثر عملياتيا على قوات شبه نظامية، وبأسلحة خفيفة ومتوسطة، وتتمترس بمساحات جغرافية وعرة بالشمال، ولأنه دون تدخل بري من الصعف الحسم عسكريا، ولأنه حتى بالحسم العسكري في الوسط والجنوب فيبقى الشمال قادرا على إيذاء السعودية ويبقى الحوثي هناك في معزله الجغرافي والقبلي، ولأن الحوثي بالأساس (كما أنبأت ستة عمليات كبرى على مدار عشرين عاما فقد في إحداها قائده السابق) كحركة عقائدية وتتطور قدراتها العسكرية (يعني هي نسخة من حزب الله ولكن مهزوزة كثيرا) قادر على الاحتمال كقيادة وموارد أساسية، بل هذه الضربات ربما تزيد من قدرته النفسية والتعبوية.. وبالعكس – ستقدم له ذرائع وربما وسائط تحالفية للتوغل في عدن.

ثالثا – تجارب التحالفات العسكرية العربية منذ الأربعينات تعاني من مشكلات جوهرية – حزء منها يرتبط بالمشكلات السياسية والاجتماعية والإدارية في الدول أو أشباه الدول العربية، وجزء كبير كذلك يعتمد على عدم وضوح الأهداف أو استدامتها أو الاتفاق على حد أدنى منها فاعل ومستدام لبناء استراتيجية تحته، وجزء بسبب الفقر الفني والاستراتيجي، وجزء بسبب طبيعة الأنظمة العربية فهي -كبنية وديناميكية – لا تنتج سياسات للمصالح الشاملة لأوطانها، ولكن لأشخاصها أو مصالح نظام سياسي، وهذا يقود لتعارضات حتمية، وعدم جدية، أو للإسراع في صفقات جانبية مع أطراف أقوى أو أضعف خارج التحالف (وهذا حصل حتى في أفضل تحالف ناجح نسبيا في 1973 بعد المرحلة الأولى للحرب).
هناك دراسة رائعة لاستراتيجي إسرائيلي عن الموضوع..
Coalition Defection: The dissolution of Arab Anti-Israeli Coalitions,  Avi Kober

الشاهد – أن محاولة فعلية لإنشاء تحالف عسكري عربي دون تقديم شروط نجاحه، لايقود فقط لفشله، ولكن للتأثير في إمكانيته مستقبلا وبالطبع الرسالة الردعية المرجو أن يصدرها. مثلا – أثر تجربة فشل الوحدة مع سوريا على فكرة الوحدة العربية ذاتها وديناميكياتها المستقبلة.

رابعا – التعامل مع إيران والتعامل مع المشكلة اليمنية وضرورة إنشاء تحالف عسكري عربي – كلها أمور مطلوبة، ولكن كانت تتطلب إنشاء إطار استراتيجي للتحرك نحوه – كأهداف واضحة، وفرضيات استراتيجية سليمة، ثم جزء كبير من العوائق لماسبق هو مشكلات داخلية جسيمة في مصر بالأساس (تذكر حديثي عن مكافحة الإرهاب في سيناء مثلا) والدول الخليجية وتقتضي إصلاحات جذرية تبدأ من الجوانب الخاصة بشرعية النظام سياسيا والإصلاحات السياسيات والاجتماعية المطلوبة، وتتوسط بالإصلاحات في المنظومات الدفاعية القائمة في هذه الدول والمقدرة الاستراتيجية على إدارتها وتطويرها، ولاتنتهي بإعادة رسم خارطة التعامل الإقليمي في ملفات الغربي والإسرائيلي والأمن الخليجي والإرهاب ونتاجات (الربيع العربي).

بدائل؟

مثل بسيط – كناحية استراتيجية عسكرية وحتى عملياتية، ماهو التهديد الفعلي الذي تمثله إيران للسعودية والإمارات؟ كنت في مؤتمر عن الصواريخ البالستية الأسبوع الماضي، وواضح أن هاجس الخليج الذي يحاول تصديره للغرب بإلحاح هو القدرة البالستية الإيرانية..
طيب – كردود مباشرة على هذا التهديد – طبعا هو يحتاج لإطار استراتيجي يشمل بينه وبين أدوات أخرى – يحتاج الخليجي لتطوير منظومة دفاعه الصاروخي (وهذا مفيد كردع إنكاري – أي أني حين أقول للإيراني أن محاولتك لإيذائي بالصواريخ ستفشل في أي تصعيد مقبل، فهذا مفيد في تقليل رغبته في التصعيد )
Deterrence by denial
الخليجي واخد بطاريات باتريك 3 ، ولكنها قاصرة في مواجهة الصواريخ المتوسطة، وحتى قصيرة المدى فتضربها في الطبقة الأسفل من الغلاف الجوي فلايمكن تجنب آثارها إن حملت بكيماوي أو بيولوجي أو نووي.. طيب – على الأقل بنصف تكلفة الحملة العسكرية على اليمن، كان يمكن شراء بطاريات ثاد، أو سام 3، دعنا حتى من آرو 2 أو الثلاثة الذي يصنعه ويشغله الإسرائيلي.
كناحية أعلى – القدرات التصنيعية الإيرانية والإسرائيلية  (هجومية ودفاعية)- مع فارق كبير بينهما ، ولكنها أوسع على الأقل من 30 – 50 سنة من مثيلاتها المصرية فضلا عن الخليجية.. محاولاتنا تعثرت في الستينات مبكرا، وحتى محاولة الكونكورد 2 في أواخر الثمانينات مع الأرجنتين (أيام أبو علاء) كان دورنا أشبه بدور السمسار حينها والعراق تمويلي والأرجنتين من أخذ العبء التقني ..والموضوع فشل سريعا على كل حال. دعنا حتى من المشروع العسكري، مشروع الفضاء مقارب جدا ويختصر الزمن سريعا للوصول لصواريخ متوسطة المدى.. الإيراني نجح منفردا في ستة محاولات إطلاق فضائية في الخمس السنين السابقة. دعنا حتى من مسألة النووي (درة نظرية الردع الاستراتيجي في القرن الفائت)
بل هناك أمور حتى أبسط من هذا – السعودي عنده شوية صواريخ متوسطة اشتراهم في التسعينات من الصيني (دف-3، دف 15).. أحسب أني مهتم بمسألة الباليستيك منذ فترة، وأسمع كم هائل من التفاصيل والتسريبات عن المشروع البالستي الإيراني والإسرائيلي..  — ولكن لانسمع أي حرف عن السعودي، هل يعمل له صيانه؟، هل هناك تطوير لمنصات إطلاق وتستفيد من العمق الجغرافي السعودي؟ هل تتطور نظريته الاستراتيجية وعقديته القتالية لتشملها؟ – طيب هذه أهم في بناء رسائل ردعية من ضرب اليمن في تأثيرها على الإيراني؟
كل ماسبق هو مجرد أمثلة تدريسية عن دور السياسة والاستراتيجية في ترتيب أفكارنا وأدواتنا في الأمن القومي والإقليمي.

طبعا أنا أرى أن التفتت السياسي الداخلي والحرب غير النظامية والعنف السياسي المدعوم إيرانيا في الداخل الخليجي، هو الأكثر خطرا على الخليجي، ويتطلب علاجه أمورا كثيرة أبعد عن معادلات عسكرية استراتيجية فضلا عن عملياتية. ولكن هذا أمر آخر

حتى موضوع اليمن.. اليمن كان دولة شبه مركزية فاشلة قبل وبعد الربيع العربي، وسيقى هكذا لعقود. الكل يعلم أو ينبغي يعلم هذا.
اليمن يحتاج لتحول اجتماعي وسياسي هائل قبل أن نحكي عن نظام سياسي وووظيفي معقول.
محاولة ظهور شريحة سياسية فاعلة كنواة لهذا التطور تم وأدها سريعا بعد فشل محاولة الربيع العربي وكذلك بسبب فساد القوى السياسية والتدخلات الخارجية كما حصل عندنا.
المكونات السياسية والعسكرية الحالية في اليمن يرثى لها كضمير قومي ووطني أو قدرة..
التدخل العسكري في اليمن لقوة عربية …. نظرة فقط لقصة التدخل المصري في اليمن 1962-1967 وتطورها سياسيا وعسكريا تنبئنا كم الموضوع عبثي إن لم يكن شديد الخطورة .. وحينها أيضا لم يعدم النظام المصري أناسا مثل هيكل تشرعن استراتيجيا التدخل وفي مسألة باب المندب تحديدا – الفارق حينها فقط أننا كنا في صراع وجودي مع دولة مثل إسرائيل وخلفها الأمريكي والناتو، والآن نحن نصارع أخطارا بحجم أنصار بيت المقدس والعنف السياسي للإخوان.

اليمن ربما كانت تحتاج دعم فاعل للحوار الداخلي وربما حتى تطوير قوات حفظ سلام عربية (على الأقل المحاولة في الأزمة السورية كان من الممكن إعادتها مع فرص أوسع كثيرا للنجاح)، مع تبني عربي يتداخل على الأرض للتوفيق بين القوى المختلفة وإعادة الاعتبار لفكرة الدولة  وآلياتها ومواردها بما فيها حتى علاقات إيجابية مع الحوثي وعدم قطع الصلة في الملف مع الإيراني (ولكن الهدف هو اجتذاب الشريحة الزيدية بعيدا عن الأخير) ، مع تواجد بحري في باب المندب ليس لغرض تكتيكي، ولكن كدبلوماسية بحرية من ناحية، ولمنع تسرب السلاح الإيراني للحوثيين من ناحية أوى. ووضع خطة مع قوى الداخل لمكافحة الإرهاب، مع زيادة الانتشار العسكري السعودي على الحدود كرسالة رمزية دون تصعيد خطابي..

أنا أعتقد أنه حتى النظام المصري بضعفه الشديد استراتيجيا، كنظر وقدرة، ليس بعيدا عن التفكير في هذه الخيارات بالفعل، ولاأعتقد أنه يرغب في تصعيد مع إيران، أو التورط في اليمن، ولكن العقبات المحلية كقدرته كنظام سياسي، وارتباطه التحالفي مع الخليجي (دون أن تنبضط شروط هذا التحالف وموازين القوة داخله) لايستطيع أن يتقدم بها كأجندة تحالف، وربما حتى أن يطرحها علنا!

أخيرا –
بشكل موجز.. مآلات مايحصل في تقديري

الأفضل، هو فشل سريع للتدخل ولجوء لتوسط أطراف – عمان مثلا – لتسهيل بعض جوانب الحوار مع الحوثين داخليا
الأقرب.. استنزاف  للسعودي مع تصاعد لوزن الحوثي داخليا ودعم إيراني بالوكالة،
الأسوأ والأبعد كثيرا جدا – تصعيد مباشر مع إيران .. لاأرى ملامحه حاليا.

خللينا نتفرج ونشوف.. الحقيقة أنا غير متابع للشأن العربي والمصري إلا بقدر الحد الأدنى حتى أبقى في صورة مايحصل، ولكن هذه مخاضة سننية لابد لشعوبنا أن تخوض فيها للأسف، وستتعلم من إفلاساتها وتنقشع أوهامها فيها كما انقشعت في المراحل السابقة.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. السلام عليكم
    مساء الخير د محمد انا متابع شغوف لطروحاتك في الشأن الاستراتيجي واستفدت كثيرا منها كطرح علمي مؤصل وانا عاجز عن شكرك سيتسنى لي زيارو لندن قريبا واتمنى ان اقابل سعادتكم .
    اخوك علي حمد السناني
    من المملكه العربيه السعوديه

    اتمنى ان احصل على عنوانكم او اي مكان استطيع ان التقي معكم فيه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى